بينما كانت الفتاة نائمة في الشارع في الساعة الحادية عشرة مساءً، وجدت الحزن مسكناً في خديها، وكان هيكلها هزيلاً وعيناها بريئتين. ضمت كفيها بحزن وإعياء، واستندت إلى الأرض الرطبة دون أي غطاء. بقيت الفتاة راعشة حتى طلوع الفجر، وحتى انتهاء العاصفة دون أن يدري أحد. مرت أيام طفولتها في بحور من الحزن، بين التشريد والجوع وسنوات الحرمان، ونومها في الشارع دون مأوى، بلا حماية من الناس ولا صرخة للشكوى.