Répondre :
البحث عن السلام كان سعياً مستمراً للإنسان في مختلف العصور. ولم يتوقف الإنسان عن تقديم الآراء والمشاريع التي ترمي إلى الابتعاد عن الصراعات والخلاص من ويلات الحروب. ويحتل مشروع السلام الدائم المقدم من قبل الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانت"، مكانة مهمة من بين المشاريع المقدمة من قبل الفلاسفة والمفكرين ورجال القانون في التاريخ الإنساني نظراً لكونه مشروعاً يتميز بالعقلانية والأخلاقية من جهة وبتقسيمها إلى مراحل وتبويبها إلى شروط تمهيدية وأخرى نهائية لإحلال السلام الدائم بين الأمم والدول. من هنا تتمركز مشكلة البحث في الوقوف على نقطتين أساسيتين، هما: عرض الإطار العام لفلسفة "كانت" السياسية وتحديد موقع مشروعه للسلام الدائم ضمن ذلك الإطار العام أي تحديد الأسس الفلسفية للمشروع. تقييم نقدي للمشروع في سياق التطورات التي تشهدها العلاقات الدولية واختبار فرضيات "كانت" في ضوء المستجدات الدولية المعاصرة بعد مرور أكثر من قرنين على عرض المشروع. يحاول البحث بشكل عام إلى تحقيق هذه الأهداف: 1. ترسيم إطار عام لفلسفة "كانت" السياسية، وتحديد أهم سماتها وخصائصها المميزة عن الأفكار والمشاريع الأخرى. 2. إعادة قراءة لشروط السلام الدائم التمهيدية التي قدمها "كانت" مع الإشارة إلى آراء بعض الباحثين حول بنود المشروع. 3. تقديم تقييم نقدي للمشروع وذلك من خلال البحث عن العلاقة بين بناء الديمقراطية وصنع السلام من جهة، والبحث عن العلاقة بين الدول الليبرالية وغير الليبرالية من جهة أخرى. فرضيات البحث ينطلق البحث من فرضيتان أساسيتان، هما: 1. إن مشروع السلام الدائم يرتبط بالإطار العام لفلسفة "كانت" السياسية. وهذا الإرتباط إنعكس إيجاباً على المشروع لأن الفلسفة السياسية لـ"كانت" التي تتسم بالعقلانية والأخلاقية والتدرجية في إحلال السلام الدائم تنسجم مع روح العصر والعلاقات الدولية المعاصرة. 2. إن استمرار الصراعات والحروب بين الدول بعد مرور أكثر من قرنين من تقديم مشروع السلام الدائم، يرجع في جانب كبير منه ليس إلى ضعف أو عدم واقعية البنود التي وضعها "كانت" بل يرجع إلى عدم إلتزام الدول بتلك البنود واستمرارها على البحث عن مصالحها القومية الآنية بدلاً من العمل الجماعي من أجل السلام الدائم بين الأمم.
ResearchGate Logo
Discover the world's research
25+ million members
160+ million publication pages
2.3+ billion citations
Explications:
أتمنى أني ساعدتك
Merci d'avoir visité notre site Web dédié à Philosophie. Nous espérons que les informations partagées vous ont été utiles. N'hésitez pas à nous contacter si vous avez des questions ou besoin d'assistance. À bientôt, et pensez à ajouter ce site à vos favoris !