👤

لم تشتهر الفلسفة بشيء اشتهارها بممارسة السؤال، ولم يطبق المشتغلون بها على شيء إطباقهم على هذا الوصف لكن ما أن تتأمل هذه الحقيقة قليلا، حتى تتبين أن السؤال الفلسفي لم يكن شكلا واحدا، وإنما كان أشكالا اختلفت باختلاف أطوار هذه الممارسة؛ ولا يخفى أن أبرز هذه الأشكال شكلان اثنان السؤال القديم الذي اختص به الطور "اليوناني"، والسؤال الحديث الذي ميز صاحب النصر السؤال حركة والفتاح وطلب، خطاب السؤال يفصح عن فراغ ونقص وعوز، إنه يؤكد أنه ليس إلا جزءاً فيطلب ما يكمله. إنه خطاب ميتور طه عبد الرحمن مفکر ماريسي معاصر من أعماله : اللغة و الفلسفة " ، "الله الطور الأوروبي". أما السؤال الفلسفي اليوناني القديم، فقد كان عبارة عن فحص ومقتضى ينطوي على فراغات. الفحص هو أن يختبر السائل دعوى محاوره بأن يلقي عليه أسئلة تضطره إلى أجوبة تؤول في الغالب إلى إبطال دعواه؛ وخير شاهد على هذا الفحص الفلسفي سقراط، فيلسوف ممارسة "سقراط"، للسؤال، فقد كان دأبه أن يبادر أحد يفتح الدال) مواطنيه بسؤال عام عن مفهوم مأخوذ من محال الأخلاق على الخصوص، حتى إذا تلقى منه جوابا معينا، ألقى عليه مزيدا من الأسئلة الواضحة التي لا يجد المحاور بدا من الرد عليها بالإيجاب، معتقدا أن هذا الرد لا يضر في شيء جوابه الأول فإذا فرغ "سقراط" من أسئلته التي قد تطول وتتشعب، مضى إلى الجمع بين أجوبة هذا المحاور المختلفة، مبرزا التناقض الصريح بين جوابه الأول وأجوبته الاضطرارية اللاحقة. خطاب ناقص زمانه زمان مفتوح لذلك فهو خطاب المستقبل. 468-3399م أما خطاب الجواب فهو خطاب الإمتلاء والاكتمال الجواب تعبير عما ثم وحصل. وأما السؤال الفلسفي الأوروبي الحديث، فهو عبارة عن نقدا ومقتضی النقد هو أن لا يسلم الناظره بأية قضية - كائنة ما كانت - حتى يقلبها على وجوهها المختلفة، ويتحقق من تمام صدقها، متوسلا في ذلك بمعايير العقل وحدها، والفرق بين "النقد" و "الفحص" هو أن الأول يوجب النظر في المعرفة ويقصد الوقوف على حدود العقل، في حين أن الثاني يوجب الدخول في الحوار ويقصد إقحام المحاورة وخير مثال على هذا النقد فلسفة "كانط"، حيث إنه ذهب به إلى أقصى مداه، فلم يقف عند حد التساؤل عن موضوعات المعرفة، بل تعداه إلى التساؤل عن شرائط المعرفة، جاعلا العقل نفسه موضع تساؤل - لا المعارف التي توصل إليها فحسب - حتى سمي قرنه بقرن النقد، وأخذ الفلاسفة من بعده يحتذون إلى يومنا هذا حلوه في كل ما يخوضون فيه من خطابه خطاب تام. وزمانه زمان الانغلاق والتعلق بالماضي. لذلك فهو خطاب التقليد. الناظرة المقصرة الفيلسوف المتأمل والباحث عن الحقيقة. خطاب السوال مولد الأفكار، أو قل إنه خطاب الفكر، الخطاب الذي يعطي للسلب مكانة وللشك كابط فيلسوف الماني (أنظر صفحة قيمة وللنقد أهمية». عبد السلام بتعبد العالي الثقافة الأذن وثقافة العين. دار توبقال المنشر 1994 الموضوعات، ويشتغلون به من المشكلات إلى أن أضحت هذه الممارسة النقدية تشمل كل شيء ولا تستثني إلا نفسها، وأضحينا معها لا تكاد تحصي الأعمال التي تحمل في عنوانها لفظ "النقد . حدد أطروحة النص.​

Répondre :

Merci d'avoir visité notre site Web dédié à Philosophie. Nous espérons que les informations partagées vous ont été utiles. N'hésitez pas à nous contacter si vous avez des questions ou besoin d'assistance. À bientôt, et pensez à ajouter ce site à vos favoris !


En Studier: D'autres questions