نه طلاق : آه يا عائشة ! هناك مشهد مؤلم أحمل نفسي على تذكره حملاً ... كانوا ممسكين بك يريدون منك الاعتراف بذنب أعد أذكره، وكنت أنت تصرين على براءتك، بكل عنفوان طفولتك الضائعة المحرومة المرتعبة .. وأذكر أنني جئت صوت الصراخ الصاحب فوقفت خافقة القلب مشدوهة، أستند إلى مقبض الباب وقد خانتني من هول المشهد قاي... رأيتك مكومة وسط الحجرة، كائناً بائساً مرتعباً حقيراً، وقد سقط منديلك عن رأسك، وبدت صغيرتك شعبة متدلية على رقبتك تبعث على الرثاء .. ورأيت والدتي واقفة على رأسك تهددك بقضيب في يدها.. سيخ بدي مما كان يستعمل في شي اللحم، وقد سخن طرفة على النار حتى اشتعل وهجاً.. إني لأذكر إلى اليوم منظر أمي وهي توجه كيفما اتفق ضربات قضيبها الحديدي إلى لحم جسدك الصغير المتكو نمش، وهي تكيل لك وابلا من الشباب . سهام بنشقرون رواية «أن أحيا» ص 89 دار النشر علامات 72​