👤

من الأكيد اننا ننظر لأنفسنا على أننا شخص واحد، وأننا نفس الشخص في كل فترات عمرنا؛ لكن هذه الوقائع تكتب كليا هذه الفرضية. فالإنسان الذي هو في حالة نوم ليس له أنا، أو على الأقل ليس له إلا أنا الهوية التي تنسبها لأنفسنا، هل تفترض بالضرورة أن فينا عنصرا ثابتا، أنا حقيقيا وثابتا؟ لتسجل أن متخيل يتبخر عندما يستيقظ؛ كما أن ضربة واحدة على الرأس تكفى لحفر هوة عميقة بين أنا اليوم وأنا البارحة لأنها تمل ذكرياتنا. ونحن نعرف كذلك حالة بعض المرضى الذين لديهم أنا أول وأنا آخر يتناوبان فيما بينهما وأحدهما يعرف الآخر... أن نقول بأننا ترجع حالاتنا الداخلية إلى أناتل معناه أن تقول اننا نرجع حالاتنا الداخلية الخاصة إلى أنا ما أو إلى ذات حاملة عامة .. ليس هناك سوى شيئين يمكن أن يجعلاننا نحس بهويتنا أمام أنفسنا وهما: دوام نفس المزاج أو نفس الطبع، وترابط ذكرياتنا. ذلك أن لدينا نفس الطريقة الخاصة في رد فعلنا تجاه ما يؤثر علينا، أي أن نفس العلامة تسم رد فعلنا الأخلاقي وتطبع حالاتنا النفسية الداخلية بطابع شخصي؛... إضافة إلى ذلك فإن ذكرياتنا تشكل على الأقل بالنسبة للقسم القريب من حياتنا، سلسلة مترابطة الأطراف، فنحن نرى أن حالتنا النفسية الحالية تتولد من حالتنا النفسية السابقة. وهذه من سابقتها .. وهكذا يمتد وعينا التذكري في الماضي ويتملكه ويربطه بالحاضر... ليست هويتنا الشخصية إذن، كما كان متداولاً من قبل، معطى أوليا أصليا في شعورنا، بل إنها ليست إلا صدى باشرا أو غير مباشر، متواصلا أو متقطعاً ـ لإدراكاتنا الماضية في إدراكاتنا الحاضرة. وهكذا فنحن امام اعيننا، سوى ظواهر يتدكر بعضها بعضا. حلل (ي) النص وناقشه (يه)​

Répondre :

Merci d'avoir visité notre site Web dédié à Philosophie. Nous espérons que les informations partagées vous ont été utiles. N'hésitez pas à nous contacter si vous avez des questions ou besoin d'assistance. À bientôt, et pensez à ajouter ce site à vos favoris !


En Studier: D'autres questions