👤

النينا الموضوع الثالث: " إني لا أرى أن الملاحظات و التجارب لها، بشكل أو بآخر، أولوية منطقية على النظريات، بل، على العكس من ذلك، أعتبر أن للنظريات أولوية على الملاحظات كما على التجارب بما أن هذه الأخيرة لا تكون لها دلالة إلا في ارتباطها مع مشكلات نظرية محددة. هكذا يتعين علينا ، بداية، أن نطرح أسئلة نظرية قبل أن نأمل في أن تساعدنا الملاحظات والتجارب على تقديم أجوبة مناسبة عنها. و إذا أردنا توضيح الفكرة بعبارات طريقة المحاولة و الخطأ، مثلا، قلنا: إن المحاولة تأتي، لزوما، قبل الخطأ؛ و النظرية بما أنها تكون دائما متقدمة فهي تندرج ضمن المحاولة، بينما يكون دور الملاحظات و التجارب هو، فقط، مساعدتنا على الكشف عن وجه الخطأ في النظريات و إتاحة إمكانية استبعادها. وتبعا لذلك، فإني لا أومن، أيضا، بطريقة التعميم أي التصور الذي يقوم على فكرة أن العلم ينطلق من ملاحظات كي يتوصل إلى نظريات مرتكزا على عملية التعميم أو الاستقراء، بل أعتقد أن دور الملاحظات و التجارب هو أكثر تواضعا لا يتعدى مساعدتنا على اختبار النظريات قصد استبعاد تلك التي لا تصمد أمام هذا الاختبار. وينبغي القول بأن عملية الاستبعاد هذه لا تبين فشل النظرية في الاختبار فحسب، بل تثيرها و تحفزها ، أيضا، على المحاولة من جديد و على تعريض نفسها للتفنيد و التزييف من خلال ملاحظات وتجارب جديدة." حلل (ي) النص وناقشه (يه). --​

Répondre :